0
شرح_لامية_شيخ_الاسلام_ابن_تيمية

#شرح_لامية_شيخ_الاسلام_ابن_تيمية 

 #الدرس_الثاني

قال شيخ الاسلام : 

اسمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنه ولا يتبدل .

أمر شيخ الاسلام السائل بسماع ما سيقوله ليحضر سمعه ويجمع قلبه حتى ينفع نفسه وينتفع غيره كذلك لان هذا الكلام لم يصدر عن رأي مجرد ولا هوى متبع إنما مرده الكتاب والسنة الصحيحة وما فهمه سلف الأمة وأجمع عليه علماء الملة ، لذلك لا يمكنه الرجوع عنه ولا تركه فضلا أن يبدل به غيره مما كان مأخذه علم الكلام وفلسفة اليونان مما أحدث بعد القرون المفضلة على لسان خير البرية خصوصا بعد تعريب كتب الفلسفة في عهد المأمون فوضعت قواعد وقوانين جعلت أصولا حاكمة على الشرع وصار هو محكوما بها وسموها قطعيات وما في الوحيين ظنيات فكل ما خالفها فلابد من جحده وإنكاره أو تأويله وتحريفه وهذا أصل الزيغ والضلال والانحراف عن هدي خير الانام ومخالفة السلف الصالح الكرام ...


ثم قال الناظم : 

حب الصحابة كلهم لي مذهب ... ومودة القربى بها أتوسل . 

شرع الناظم في ذكر أول ما يعتقده ويدين به ربه وهو محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم وقد زلت فيهم أقدام كثيرة وزاغت بسببهم فرق وطوائف عديدة أبرزهم الشيعة الرافضة والخوارج والمعتزلة والناصبة .. وبدأ بهم الناظم على غير عادة المصنفين في العقائد لان الطعن فيهم هدم للاسلام وإسقاط لشريعة النبي عليه الصلاة والسلام فهم حملة الشريعة ونقالها والواسطة بين الرسول وأمته وشهودها ، وقد تواطأت كلمة العلماء على ذم الطاعنين فيهم المنتقصين لهم ...

قال الإمام مالك رحمه الله : { إنما هؤلاء اقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في اصحابه، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون }.

وقال الإمام أحمد رحمه الله: { إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام }.

وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله: { فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم اولى وهم زنادقة } .

وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله: { فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه } .

وقال أبوبكر ابن أبي داود السجستاني صاحب السنن في منظومته الحائية : 

وقل خير قول في الصحابة كلهم ... ولا تك طعانا تعيب وتجرح . 

فقد نطق الوحي المبين بفضلهم ... وفي الفتح ٱي للصحابة تمدح . 
وهكذا كل من صنف من علماء السنة في العقائد وأصول الدين إلا ومدحهم وأثنى عليهم وشنع على المنحرفين الزائغين الضالين ...

  يتبع ...


0 التعليقات:

إرسال تعليق