#شرح_لامية_شيخ_الاسلام_بن_تيمية
#الدرس_الاول :
قال الشيخ الامام العلامة شيخ الاسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام وأبوه وجده من العلماء ابن تيمية الحراني الدمشقي
.
ولد سنة (661هجرية)
وتوفي سنة (728)
في منظومته التي تعرف بالامية (16بيتا) :
.
البيت الاول
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يسأل .
بين شيخ الاسلام في هذا البيت سبب تأليفه لهذه المنظومة وهو أن أحدهم سأله سؤال تعلم لا تعنت عن مذهبه وهو في الأصل مكان الذهاب ثم كني به عن مجموعة آراء عقدية كانت أو فقهية ، وعن عقيدته وهو ما يعقد عليه الانسان قلبه ويدين به ربه مما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وأمور الاخرة والايمان وغير ذلك ، ثم بين أن الهداية رزق من الله كالعلم والمال والزوجة الصالحة ونحو ذلك والرزق حلاله وحرامه من الله ، فالله أوجد الحرام كونا وقدرا وحرمه دينا وشرعا خلافا للمعتزلة الذين يرون أن الحرام ليس رزقا من الله فلو أن إنسانا أكل الحرام طول حياته فإن الله لم يرزقه وهذا باطل ولو فرقوا بين الامرين الكوني والشرعي لما قالوا ما قالوا ، ومعلوم ان الهداية على قسمين هداية علم وبيان وارشاد ، وهداية علم وتوفيق وإلهام ، فالاولى يتصف بها القران والنبي عليه الصلاة والسلام والعلماء ... والثانية خاصة بالله ذي الجلال والإكرام لذلك نفاها عن خليله رسولنا الكريم فقال ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )
ومعلوم أن هذه الاية نزلت في أبي طالب عم النبي عليه الصلام والسلام فعن سعيد بن المسيب، عن أبيه رضي الله عنهما قال: "لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبدالله بن أبي أُمية بن المغِيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عم قُلْ: لا إله إلا الله؛ كلمةً أشهد لكَ بها عند الله))؛ فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أُميَّة: "يا أبا طالب، أترغبُ عن مِلَّةِ عبدالمطَّلِب؟".
فلم يَزَل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَعرضها عليه، ويُعيد له تلك المقالة، حتَّى قال أبو طالب آخرَ ما كلَّمهم: "هو على مِلَّةِ عبدالمطَّلِب"، وأَبَى أن يقول: لا إله إلا الله؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَمَا والله لأستغفِرَنَّ لكَ، ما لم أُنْهَ عنكَ))؛ فأنزل الله عزَّ وجلَّ: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [التوبة: 113]، وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
وقد صح أن أباطالب أهون وأقل أهل النار عذابا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له ...
يتبع ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق