0
حكم (جوزة الطيب) أو (lgoza) عند المغاربة.



حكم (جوزة الطيب) أو (lgoza) عند المغاربة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اتفق أهل العلم على حرمة تناول كمية كبيرة منها يذهب معها العقل، وهذا ظاهر ما حكاه ابن حجر الهيثمي من الاجماع على حرمتها،قال الطحطاوي:"ولعل حكاية الإجماع محمولة على حالة السكر أما القليل منها ومن كل مسكر ما عدا الخمر ونحوه فتعاطيه لا يحرم عند الإمام".(حاشيته على مراقي الفلاح).

والخلاف إنما في القليل منها، هل هو أيضا محرم أم لا؟.
فذهب قوم إلى أن التحريم تناول الكثير منها والقليل ولو في الطعام، لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسكر كثيره فقليله حرام".(صحيح رواه أبو داود).وانتصر لهذا ابن دقيق العيد والنووي وابن تيمية وابن حجر الهيثمي وأطال النفس فيه كما في(الزواجر).
قال ابن حجر الهيثمي:"سائر المسكرات، والمخدرات؛ كالحشيشة، والأفيون، والبنج، وكذا جوزة الطيب، كما أفتيتُ به، ونقلت فيه نص أرباب المذاهب الثلاثة: الشافعية، والمالكية، والحنابلة، وأن ذلك هو مقتضى كلام الحنفية، فاشدد يديك على هذه الفائدة؛ لئلا تقع فيما وهم فيه كثيرون من أنه لا كلام فيها لأحد".(الفتح المبين).

ورد عليهم أن (جوزة الطيب) جامدة وليست سائلة، وإنما المسكر ما كان مائعا، وأجيب بقوله صلى الله عليه وسلم :"كل مسكر خمر وكل مسكر حرام". (رواه مسلم).
فلا عبرة بالمائع او الجامد.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : " واستدل بمطلق قوله : (كل مسكر حرام) على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شرابا ، فيدخل في ذلك الحشيشة وغيرها ، وقد جزم النووي وغيره بأنها مسكرة ، وجزم آخرون بأنها مخدرة ، وهو مكابرة".(الفتح).
ثم رد من أباح انها مخدرة وليست مسكرة، ولعل هذا مربط الفهم، ورد عليهم ابن ححجر الهيثمي رحمه الله:" المراد بالإسكار في كلامهم مجرد التغطية مع قطع النظر عن قيده المتبادر منه وهو التغطية مع نشاط وعربدة وعلى هذا يحمل أيضا قول ابن البيطار أن الحشيش يسكر جدا وهو حجة في ذلك فإنه كان علامة زمنه في معرفة الأعشاب والنبات يرجع إليه في ذلك محققو الأطباء".(الفتاوى).
ثم قالوا وهب انها غير مسكرة فهي مفترة ورسول الله صلى الله عليه وسلم:"نهى عن كل مسكر ومتفر". قال ابن حجر العسقلاني:"وعلى تقدير تسليم أنها ليست بمسكرة فقد ثبت في أبي داود (النهي عن كل مسكر ومفتّر) والله أعلم".(الفتح).
ورد عليهم بان الحديث ضعيف. وأجيب بأن ابن حجر حسنه وصححه ابن دقيق العيد وقال قوم صالح للاحتجاج. وفيه شهر مختلف في حديثه.
ورد عليهم انه لو صح فالقليل منه لا يفتر.
-وذهب قوم إلى أنها لو خلطت بطعام او دواء حتى ذهب تأثيرها جازت،جاء في مواهب الجليل:"قال البرزلي أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية، والصواب العموم ".

وقال وهبة:"ولا حرج في استعمال جوزة الطيب ونحوها في إصلاح نكهة الطعام بمقادير قليلة لاتؤدي إلى التفتير أو التخدير".(الفقه الإسلامي).

وهؤلاء تمسكوا بمسألة الإسكار والتخدير، وفرقوا بينهما، فالإسكار تحصل معه النشوة والطرب والعربدة عكس التخدير فصاحبه يصير فاترا ثقيلا كثير النوم، والقليل لا تأثير له، فلو خلط به طعام ودواء ذهب أثره التخديري.

*والحاصل : أن الكثير محرم اتفاقا، والقليل المخلوط بالطعام مختلف فيه، والأولى تركها إلا إن استهلكت تماما في الطعام ولم يعد لها أثر بمره حتى زالت عينها.
والله الموفق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق