0
تفريغ المحاضرة 16 من مادة السيرة (غضبه صلى الله عليه وسلم)


 السيرة 
 المحاضرة (16) 
بسم الله الرحمن الرحيم 

 
كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب وهذا من كمال بشريته صلى الله عليه وسلم وماكان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لنفسه قط. قات السيدة عائشة رضي الله عنها: وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. 

فكان صلى الله عليه وسلم يغضب لله. والغضب للذات المحمود أن يتحاوز عنه الإنسان ولا يفعله لكن أمور الشرع لا يجب السكوت عنها. 
ومن غضبه صلى الله عليه وسلم غضبه من التنازع في القرآن 
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: هجرت ( أتيت وقت الهاحرة وهو نصف النهار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب. 


فيجب على المسلم أن يعلم أن القرآن يصدق بعضه بعضاً فإن أشكل عليه شيء ولم يتيسر له التوفيق فليعتقد أنه من سوء فهمه وليكله إلى عالمه وهو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن من أهل النظر والاستدال سأل أهل العلم الموثوقين. 
ومن غضبه صلى الله عليه وسلم غضبه من التنازع في القدر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى أحمر وجهه فقال: أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ لهذا خلقتم ؟ تضربون القرآن بعضه ببعض ؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه. .

وقضية القدر من أخطر القضايا وأغمضها كما قال علي رضي الله عنه: القدر سر الله في خلقه فلا تكلفوه. 

والقدر هو علم الله ولهذا قال صلى الله عليه: إذا ذكر القدر فأمسكوا. 

والغضب أمر فطري عند الإنسان وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي أوصني. قال: لا تغضب. فردد مراراً .قال: لا تغضب.



 .

أنواع الغضب












غضب لله وهو أمر محمود. 


وهناك غضب فطري ربما يصدر من الإنسان دون شعوره وقد لايحاسب عليه الإنسان لأن الله تعالى لايكلف نفساً إلا وسعها وقد،يحاسب عليه الإنسان وهذا يعتمد على الحال.
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب محمول على آثاره الغير منضبطة بشرع الله. 
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه،فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان. قال: وما ذاك ؟! 
قلت: لعنتهما وسببتهما! 
قال: أوما علمت ما شارطت عليه ربي ؟؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فأجعله له زكاة وأجراً .

وهذا يبين شفقة النبي صلى الله عليه وسلم وعنايته بمصالح الأمة والاحتياط لهم. 
فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولعنه وسبه لمن لايستحق ذلك هو كفارة له وقربة له يوم القيامة. 

كيف يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من لا يستحق اللعن ؟؟!!

اجاب العلماء بجوابين الأول: أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله وفي باطن الإمر ولكنه في الظاهر فعل ما يستوجب ذلك فيظهر له عليه الصلاة والسلام استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر. 

والجواب الثاني: هو أن ما وقع من سبه ولعنه صلى الله عليه وسلم لمن ليس باهل لذلك إنما كان غير مقصوداً وهو مما جرت العرب في عادتها عليه في وصل كلامها بلا نية كقول الرجل:"تربت يمينك "فهذا مما درح على لسان العرب ولا يقصدونه. 

ومن مواقف غضبه صلى الله عليه وسلم 

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل: يارسول الله إني لأتأخر في صلاة الفجر مما يطيل بنا فلان فيها. فغضب صلى الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موقع كان أشد غضباً منه يومئذ ثم قال: يا أيها الناس إن منكم منفرين فمن أم الناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة.

وكان صلى الله عليه وسلم يغضب ممن يفتري على دين الله عز وجل: 




عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسماً فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله. فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه وقال: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر .
وهذا المنافق تعدى على شرع الله بأن اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمين من في السماء والأرض اتهمه في عدالته ونزاهته. 

ومن مواقف غضبه صلى الله عليه وسلم 

عن أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أن رجلا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب: يا رسول الله أني أصبح جنباً وأنا أريد الصيام. فقال صلى الله عليه وسلم: وأنا أصبح جنباً وأريد الصيام فاغتسل وأصوم. فقال الرجل: يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر


فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والله أني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بمااتبع .

هذا الرجل تعدى على التشريع فعندما قال له النبي صلى الله عليه أنا اصبح جنباً وأنوي الصيام فأغتسل وأصوم. فهو أعطاه الحكم الشرعي. 

ومن مواقف غضبه صلى الله عليه وسلم 

عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلو فشق عليه ذلك حتى رئي في وجهه فقام فحكه بيده.فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه. ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: أو يفعل هكذا.

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

0 التعليقات:

إرسال تعليق